نتائج الإنتخابات القادمة ستكون صادمة للمعارضة/ ذ/ محمد سالم ولد أحمد

أحد, 08/21/2022 - 16:40

لم تكن المعارضة في أحسن أحوالها خلال عشرية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، الذي شيطنها وصنفها كأعداء للوطن، بل وأنتهك هيبتها وهيبة رموزها الذين كانوا يعتبرون في بعض الأوساط السياسية "شخصيات وطنية" لها وزنها ومكانتها في المجتمع.

لقد عمل النظام السابق على تفكيك المعارضة وجعل من وسائل التواصل الاجتماعي بديلا عنها في الساحة السياسية والتأثير على الرأي العام، وبدل أن تفهم المعارضة بأن ذلك استهداف آخر، حاولت ركوب موجة التواصل الاجتماعي بسبب صعوبة المرحلة وغياب الفرص المتاحة أمامها في الأفق السياسي القريب وبذلك تكون قد ساهمت في نهايتها بنفسها.. 
.
وفي تلك الظروف تم انتخاب فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والذي بادر غداة أول مناسبة وطنية، ذكرى الاستقلال الوطني في 28 نوفمبر 2019، أي بعد ثلاثة أشهر من توليه السلطة، باستدعاء قيادات المعارضة والرؤساء السابقين لحضور حفل تخليد الإستقلال في مدينة اكجوجت و تمت إحاطتهم بالتقدير والإحترام الذي يستحقون. 
من قبل السلطات الإدارية وتشريفات الدولة.

لكن المعارضة لم تستغل الفرصة ولم تنتهز أجواء الإنفتاح والتعاطي الإيجابي لمراجعة منظومتها الداخلية التي عانت منذ عقود من التشرذم والخلافات في صفوفها حتى تتمكن من استرجاع مكانتها خاصة أن النظام هيأ لها كل الظروف من أجل أن تلعب دورها الطبيعي في طرح أفكارها بأسلوب جديد يعتمد على المساهمة في بناء الوطن وخدمة مواطنيه. 
وبدل أن تكون شريكا سياسبا فعالاً، اكتفت قوى المعارضة باستصدار بيانات خجولة حول ارتفاع الاسعار وطريقة تسيير صندوق "كوفيد" والمقابلات التلفزيونية التي تتناول موضوع الحوار الحوار وأهميته ولماذا لم يبدأ بعد، ومن المسؤول عن تأخيره، وكأنه هو الحل السحري لجميع المشاكل المطروحة في البلد رغم أنهم يدركون جيدا، أن حواراتهم مع الأنظمة السابقة أثبت انه لم تؤتي أكلها باستثناء بعض الأمور المتعلقة بالمسطرة الانتخابية والتي لم تشكل خلافا في الاصل بل هي أساساً نواقص في النصوص يجب أن تنسجم مع القانون.

أما في الجانب الآخر وهذا هو سرّ المفاجأة فإن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وضع استراتيجية شاملة على جناح السرعة لم تستثني ولاية ولا مقاطعة ولا بلدية ولا قرى ريفية إلا وتم إحصاء ساكنتها والإطلاع على مشاكلهم ومن ثم الشروع في تسويتها، واستفادوا في نفس الوقت من توزيعات نقدية شهرية لم يعرفونها مع جميع الاحكام السابقة في المقابل لم تعرف هذه الولايات والقري أي أتصال أو مهرجان أو تعاطف من أي نوع من طرف المعارضة حتى في فترات المحن على غرار جائحة كوفيد 19 والأزمة الاقتصادية العالمية التي سببتها الحرب في أوكرانيا، والفيضانات التي غمرت العديد من المناطق..!

ومع الاستفادة شملت حيزا واسعا ومؤثرا من سكان العاصمة انواكشوط، بينهم المتقاعدين والأرامل وعمال الموانئ وجميع الطبقات الكادحة والطبقة المتوسطة من المجتمع التي تشكل حلقة مهمة بين القاعدة والقمة و التي استفادت هي الأخرى من تمويل مشاريع متوسطة المدي، كما تقررت زيادة ملحوظة في رواتب وعلاوات المعلمين والأطباء وزيادة رواتب عمال الوظيفة العمومية بشكل عام، مع زيادة الطلاب في الداخل وفي الخارج والتكفل بهم بعد التّخرج لمدة ستة أشهر. 

وقد شملت الإجراءات أصحاب الأمراض المزمنة، كما لم تتردد الدولة في تحمٌل تكاليف رفع المواطنين إلى الخارج من أجل الاستشفاء وكذلك جميع الشخصيات الوطنية والعلمية والسياسية والمجعيات الدينية.

هذا بالإضافة إلى فتح مجال التأمين الصحي أمام الفقراء و التكفل بمئات الأسر، وتوفير الدواء غير المغشوش بأسعار مناسبة وتحمل الدولة في مرحلة معينة لفواتير الماء والكهرباء.

و فيما يخصٌ التعليم والمنشئات الصحية فقد وضعت السلطات في اولوياتها ترميم المدارس وبناء مدارس جديدة بمعايير جيدة تتوفر على جميع المستلزمات المدرسية و في نفس الوقت قامت ببناء المستشفيات وترميمها وشراء الاجهزة والمعدات الطبية، وحظي القطاعين بعناية خاصة جعلتهمت يتجاوبان مع تطلعات المواطن وذلك غضون ثلاث سنوات فقط..
.
وهنا لم نتحدث عن ما تم القيام به على مستوى البنى التحتية ولم نتحدث عن التنمية الحيوانية والطفرة التي شهدتها الزراعة، والتي شهدت تطورا ملحوظا لم تشهده في الماضي، ولا عن مجال الإسكان وما تم إنجازه في مجال الصّيد ومراجعة الاتفاقيات الاقتصادية وتنظيم قطاع التنقيب الأهلي عن الذهب.

لقد تمت رعاية تنفيذ أغلب هذه المشاريع من طرف مندوبية "تآزر" ومفوضية الأمن الغذائي وغيرهم من مؤسسات الدولة المعنية بالإشراف المباشر والمتابعة من طرف فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.

كما تم تفعيل الإدارة الاقليمية و 
تحميلها المسؤولية من طرف الرئيس نفسه و من خلال تعليماته المباشرة من أجل تقريب الخدمة من المواطنين و ربطهم بالقيادة الوطنية متمثلة في الوالي شخصيا بوصفه الممثل الرسمي لرئيس الجمهورية.

لقد تصادفت كتابة هذا المقال مع صوتية تم توزيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي للعلامة الجليل والقامة الإسلامية العالمية محمد الحسن ولد الددو حفظه الله، نبه فيها على أهمية هذا العمل الجبار رغم أنه يدخل في إطار تسيير الدولة لكنه شكل لفتة استهدفت الفقراء من المسلمين والضعفاء والمرضى والأرامل واليتامى والمتقاعدين والمعوقين، و جاءت صوتية الشيخ محمد الحسن ولد الددو لتظهر للناس القاسم المشترك بينه وبين فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وهي محبة المسلمين واللّطف بالضعفاء والتعاطف معهم وخدمتهم.

وعلى هذا الأساس سيكون التسجيل دليلا آخر على أن نتائج الإنتخابات البلدية والبرلمانية القادمة ستصبٌ في صالح أغلبية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وبفوارق لم يكن ينتظرها أي محلل سياسي وستظهر دون شك، أن شعار السنوات الثلاثة كان يعتمد على خدمة الوطن و في مقدمتهم الفقراء والمعوزين.

كما تعكس عمل رئيس الجمهورية على مستوى القواعد الشعبية والقوى السياسية الداعمة له وفي مقدمتها حزب الإنصاف والشخصيات التقليدية الوازنة التي تم تنظيمها من طرف الادارة الإقليمية ورجال الأعمال والفاعلين الإقتصادية والإجتماعية.